الجمعة، 18 يوليو 2008

يا صغيري لم تكبر بعد


متى تعودين؟

لست أملك وقتاً أضيعه بالتفكير

توسلاتك تملأ الأركان

رجاؤك متواصل

عبثا أقرأه

لست أملك وقتاً لأضيعه بالتفكير

مشغولة أنا اليوم بحب جديد

بعشق، بهيام أزلي

فما عادت الأسطورة وطني

أنا وطني

اتركني استرجع امرأتك الأولى

تذكرها؟

اتركني أطلب الغفران

وعدتها ألا تسحق. وأعدت الكرة

هي تغفر. كثيرا ما غفرت

لكني ما عدت أغفر

اتركني أصالحها.

ولا تشغل النفس

عد لكتاباتك عن النساء..

عد لمحاكاتك قاسم أمين

واتركني أصلح ما أفسدناه أنت وأنا

----

متى تعودين؟

أنت يا صغيري لم تكبر بعد

هامة أنت بناظر إحدى الأسيرات

كمال الرجولة بأحضان إحدى المدفونات

لكنك عندي لم تكبر بعد

أنت حجر نرد. أنت رضيع

كل ما تفقهه ترهيل صدور الفاتنات

لا تنظر إلي. عيناك سيرهقهما النظر

سيرهقهما فارق الهامات

الذنب والضلال. الطهر والعفاف

بالفحش أضعت سنواتك، باللهو مع الماجنات

وبالحب أمضيتها أيامي

بالصلاة مع الطاهرين

لم أركع مع عابث مثلك

------


بلى فعلتها. كان مثلك تماما

جينات أجداده الرثة قد اقتلعت رموز إنسانيته

صنعته مائعاً في بلاط السلاطين والشيوخ

صنعته عربيداً

مثلك تماماً

عابدا للسلطة بدل الروح

مثلك تماما

وتمشي في دمه الرديء الصدئ ملايين الخطايا

مثلك تماما

ويوم عرفت أنا بدمك، بخطاياك

قررت لك ذات قدره المجنون

-------------

عرفتك في ذروة عفتي

أغرتني حياتك اللعوب

سال لعابي لنشوة فراغك اللاهي

كانت نزوة

كانت أياما معدودات وانتهت

تذكر أولى الكلمات؟

أحلامك واحدة من أسباب نشوتي

أومأت برأسي موافقة

ونسيت أن الصبي يلهو فوق رمال ذراتها من تكويني

أن ابن الرمال صنيع دستور نصه أن العدالة هي وادي

رضيت بك عاشقا

وأنت أحببت أخرى

لم تعد تنتشي لأحلامي

عجنتني، حفرت داخلي صورة لتلك الأخرى

وتحولت ابنة الحضارة لامرأة زمن الطاعة

-------

متى تعودين؟

أنا عدت لامرأتك الأولى، وأنت

عد. عد لأسيراتك المطيعات

ارجع للمتخفيات تحت الوحول

عد لمنزوعات الروح هن بانتظار من يعيد الروح.

بانتظار أي شيء

لن تحاول يا فاقد الروح. لن تخلق فيهن الروح.

إذاً اصنع منهن الآلة

اعجنها، دققها، شكلها، انحتها على خاطرك

عد لهن.

ستحصي عددهن فتجدهن بالمئات. بالآلاف

لن تعيد لهن الروح، فابتكر جهاز تحكم عن بعد

واترك الحضارة وشأنها

كفاك تلويثا لمجد شريفاتها

---------

يا صغيري أنت لم تكبر بعد

عمرك يتعداني بخمس أو عشر

لكنك لم تكبر بعد

كنت دمية صغيرة لعبت بها أنا

أنا اللعوب التي تهوى نظرات الحسرة في عيون

الجياع ..

لعبت بالدمية ثم رميتها

أرجعتها لصاحباتها الغانيات

أين غانياتك؟ هل انصرفن عنك.

لم ينصرفن؟ ألم تعد تهوى سمرهن؟

ألم تعد تنتشي لصرخاتهن؟ لأحلامهن؟

همست لك يوماً:-

سأتركك تئن وحيد ًا

فما علمت أن رجلا طاق امرأة بعدي

لكنك سخرت. ما صدقت

ما علمت عاقبة اللهو مع القديسات

كنت وما زلت صغيرا

لم تفطم بعد.



نادين البدير
كاتبه عربيه سعوديه
* المقاله منشوره في جريدة الرأي الكويتيه :-
و منشوره ايضًا في جريدة الوقت البحرينيه :-