الأربعاء، 28 يناير 2009

عيد مساواة سعيد


في مثل هذا اليوم ( الثامن و العشرين من يناير من عام 2006 ) ، ثم بث أولى حلقات برنامج مساواة الرائع ، و الذي تعده و تقدمه الإعلاميه الراقيه نادين البدير ، و التي إستضافت فيها الصحافيه و الكاتبه العربيه السعوديه إيمان القحطاني و عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفه ، و كان موضوع الحلقه عن قيادة النساء للسيارات في المملكه ، أما آخر حلقه بثت فكانت بتاريخ العاشر من يناير و تمت فيها إستضافت الدكتور فاطمه الصايغ و كانت الحلقه عن اوضاع المرأه و الإصلاح الإجتماعي ، و قد تم بث إعاده لحلقتين سابقتين في يومي السابع عشر و الرابع و العشرين من يناير إحداهما مع الإعلاميه العربيه السعوديه هدى الرشيد . برنامج رائع بقيادة إعلامية شابه و متمرسه و شجاعه إسمها نادين البدير . 3 سنوات مرت علينا كنسمة الهواء . بلغ عمر " مساواة " 1122 يوم ، 13 ساعه ، 50 دقيقه ، و 23 ثانيه ( حتى كتابة هذا التقرير ) . و بلغ عدد حلقات هذا البرنامج الرائع 138 حلقه بدون الإعادات ( 161 حلقه متضمنه للإعادات ) .
لقد كانت ثلاث سنوات متميزه مع إعلاميه متميزه ، شكرًا لك يا نادين على هذا العمل الجبار الذي منحتينا من خلاله الكثير . ثلاث سنوات من التميز لشابة بدأت من تحت الصفر . ثلاث سنوات من الكفاح الصارخ . ثلاث سنوات من الإصرار حتى تربع هذا البرنامج على القمه . عيد مساواة سعيد يا نادين ، و كل عام و افضل كاتبه و إعلاميه في الوجود بألف خير .

كاتب التقرير :- سليمان الأمير





الجمعة، 23 يناير 2009

قمة العرب... الكويت


الكويت..
هذه ثاني زيارة إليها..
طرحت إعلامياً كثيرا من القضايا عنها. خاصة تلك المرتبطة بنسائها والاختلافات السياسية داخل مجلس أمتها.
تخيلتها مرة مدينة من نار.
تخيلت شوارعها ساحة تراشق بين أبنائها المختلفين في الآراء...
تخيلتها صاخبة كمجريات ما يحدث بين توجهات شعبها المختلفة.
لكن هذه المدينة أزاحت خيالي جانباً.
فليست الديموقراطية همجية. وليس كل أصحابها أشاوس.
تفاجئك هذه المدينة حين تجتاز نقطة العبور في المطار. كل شيء فيها يفاجئني.
أين يمكن أن يحدث هذا عربياً ؟
شوارع هادئة إلى درجة الصمت... رغم بركان من الحريات يغلي داخل ذرات اسفلتها.
السياسة لا تقتصر على الحكومة، والحكومة ليست السياسي الوحيد في الدولة.
الشعب له الدور الأكبر في صنع القرار السياسي.
تنتقد الحكومة. يستجوب الوزراء. يحاكم المسؤولون. ويبقى اسفلت الشوارع نظيفاً، لا يجري عليه من تجرأ على النقد ليلوثه بدمه.
تنتقد السياسات والسلوكيات ويتهم أصحاب الفساد بالفساد... وتبقى السجون خالية...
*
نساء الكويت لسن كالبقية...
القوة النسوية في الخليج اسمها امرأة نشأت على أرض الكويت.
تبهرك إرادتها دائماً. صلبة متحدية.
حين أسير في الكويت أشم رائحة قوة إناثها. هل سهل أن تكون المرأة خليجية وقوية في آن واحد؟ كيف وتنشئتنا تخبرنا بأن الضعف طريق لإغواء الرجل ؟
أتذكر شجاعة المرشحات عبر إحدى الفضائيات بعد انتهاء الانتخابات الأخيرة دون فوز أي مرشحة، كن يهنئن كل من فاز حتى من وقف ضدهن ويتمنين أن يكون فوزه تحقيقاً لخدمة الوطن... تلى ذلك مباشرة تصريح لأحد المنتسبين لتيار إسلامي يعبر عن سعادته بعدم فوز المرشحات، فالمرأة مكانها بيتها.
أيهما كان الأقوى؟
كل زاوية كويتية تحكي قصة ناشطة منذ القرن السابق إلى اليوم. هذه التركيبة الغريبة لامرأة شرقية من الخليج تحيا تناقضات الحياة العربية بأعاجيبها المختلفة، ورغم ذلك نجت مما سقطت فيه الملايين من العربيات. احتفظت بحقها في قول كلمة (لا).
هل للحكومة الدور الأكبر أم التنشئة؟ المدرسة أو الجامعة؟ هل أكسبتها الحياة السياسية أو المعارك الدائرة بين الإسلاميين والليبراليين قوة لا وهناً.
والسؤال الأهم هو إلى متى يمكنها الاستمرار في حياكة المزيد من الخطط التحريرية في ظل انحسار تلك الخطط واختفائها من معظم الدول العربية؟
*
كما الداخل الكويتي ليس كأي داخل تقليدي، فقمة الكويت لم تكن كبقية القمم...
كويت الحكمة... افتتحت العام باجتماع عربي فحضر الجميع، اتفقوا. اختلفوا ثم اتفقوا. المهم أنهم حضروا جميعاً وخرجوا ببيان.
أحلام العرب في التنمية كبيرة وكثيرة كبياناتهم التي لاحصر لها ينقصها أهم شروطها وهو التنفيذ... إصلاح التعليم واتفاقيات اقتصادية وتمكين المرأة والاهتمام بالبحث العلمي... أحلام عربية مديدة.
النكسات أحاطت بالقمة من كل جانب. أزمة اقتصادية، أزمة سياسية، أزمة ثقافية وأزمة هوية وأزمة اتفاق. العرب في مرحلة انهيار.
صدق سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حين وصفها في كلمته الافتتاحية بأنها قمة تاريخية... وهكذا كانت، تاريخية فريدة بالأحداث المؤلمة التي رافقتها وبالخطب المفاجئة التي تضمنتها وبالمصالحات المشرفة التي احتضنتها.
لكن الكويت المستعدة دائماً للأحداث السياسية، استوعبت الحدث العاصف دون أن تبدي أي تأفف. كل شيء سار على ما يرام ، بهدوء وسلاسة . بدأ كل شيء وانتهى بوداعة. بتنظيم، بدقة وأمن.
شوارعها، بحرها وجوها البارد المنعش، كلها بقيت على حالها. لم تتأثر بصخب الحالة السياسية العربية. بل تأثر الصخب بها وتحول من نزاع إلى صلح يشفي غليل الطامحين إلى السلام. ويصد عداء الحماسيين للإنسانية.
الآن، بعد قمة الكويت، باستطاعة المواطن العربي الذي أصبح بفعل عامل الزمن مواطناً بسيطاً يفكر بالقشور فقط. ويمضي أيامه باحثاً عن قيادات ورموز. الآن باستطاعته تمييز القيادات...
هذا هو المهم في الفترة الراهنة. أن تحدد القيادات. فقد أصبح الفرد ينظر لبعض الفصائل والحركات العربية الهمجية ودول خارج محيطه الإقليمي بصفتها القائدة والدولة والحكومة... يستمع لأوهام. هبات من الأحلام... قادرون على شطب اسرائيل من الوجود بساعات. يبيع نفسه ويهتف لرموزها ضد حكومته وشعبه لأجل حلم ليس بحلمه فتباع قضيته الحقيقية برمتها.
الآن. قد توقف المصالحة وخطابا الرئيس المصري والملك السعودي كل حركة (سببت التفرقة بهدف الوصول لعرش السياسة باسم الدين والجهاد) عند حدها... فهناك حكومات يصدر منها القرار. القرار لا يصنع في إيران، ولا يصنع في الشارع... أولاد الشوارع لن يصنعوا قرارا سياسياً لصالح الشعوب بل دمارا كالذي حدث في غزة...
الآن يمكن القول ان قمة الكويت قد حققت نصراً... صلح العرب نصر.
ولتحرق كل رايات النصر الوضيعة التي رفعت على جثث أهالي غزة.
يصرح حاملوها بأنهم انتصروا. ما معيارهم للهزيمة إذاً؟
انتصارهم الحقيقي كان في مشاهد القتلى... هذا ما يجب أن تعترف به جميع الحكومات العربية خصوصا تلك التي كانت تزايد وتتاجر مع المقامرين بدماء أبناء غزة. الأيام المقبلة ستثبت مدى التزام تلك الدول بخلق دور عربي فاعل ومستقل وتحقيق مصالح شعوبهم لا أمزجتهم أو الاستمرار بتحقيق شروخ جديدة في الحياة العربية.
انتهت القمة. سعدت لحضوري مؤتمر صلح تاريخي...
انتهى اجتماع الزعماء. الكويت كعادتها هادئة. تثبت يوما بعد الآخر أنها تتربع على القمة.

نادين البدير
كاتبه و اعلاميه عربيه سعوديه

* المقاله منشوره في جريدة الرأي الكويتيه :-
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=107390

* المقاله منشوره في جريدة الرأي البحرينيه :-
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=9430

السبت، 17 يناير 2009

حمام القيشاني يكشف عن رائدات منسيات

أتابع هذه الأيام على إحدى قنوات أوربت أجزاء المسلسل السوري (حمام القيشاني) وهو مسلسل يروي مرحلة زمنية حساسة جدا من التاريخ السوري..
القصة تصور أجواء الحارة التي دخلت معترك الحياة السياسية بشكل عفوي لينعكس الأمر على حياتها الاجتماعية وعلاقاتها العائلية. وتغطي الأحداث مراحل عدة سياسية منذ الاحتلال الفرنسي ونضال السوريين ضد الاستعمار ثم عهد الاستقلال وبدايات الدولة السورية، الانقلابات المتتالية ثم الوحدة مع مصر وكيفية نشوء نظام البعث وغيرها من التغيرات.
انعكاس تلك الأحداث السياسية على مجريات تفاصيل الحياة اليومية لأبناء وبنات الحارة هو أكثر ما لفت انتباهي في القيشاني.
كيف بدأت النساء دخول مرحلة التغيير الاجتماعي، كيف كن يستمعن عبر الإذاعة للأغاني الخالدة مثلما يستمعن لمجريات حركة تحرير المرأة. المطالبة بحقها في الانتخاب والتعليم وغيرها من المطالبات التي نطالب بها اليوم.
كيف كانت النقاشات تدور بينهن حول الحرية، حول أشهر التيارات السياسية... وليس أشهر ماركات الحقائب النسائية.
مشاهد تغطي ارتياد الفتيات للجامعات، بدايات الاختلاط، بدايات عهد الزمالة الجامعية بين الطالب والطالبة. تعارف الشاب على الفتاة قبل الزواج.
تتوالى أحداث المسلسل فتقرر (عنايت) المرأة الشعبية المطلقة المدللة التي كانت تتزوج من أثرياء في عمر والدها، أن تكمل تعليمها فتصل للمرحلة الجامعية وتنضم للمذهب الشيوعي الدارج آنذاك وتصبح مهتمة بالسياسة... تنزع عنها الملاءة السوداء وترتدي وتفكر بصوت حر مستقل بعيدا عن تشنجات التقاليد وعادات الحارة الخانقة.
يصور المسلسل شبان وشابات جيل ماض أصابهم هوس الوطنية، وحاولوا اتباع مذاهب وتيارات فكرية مختلفة كل منها يعتقد أنه الأصلح للمجتمع. في الوقت ذاته الذي يصور الرعاع الذين تحولوا إلى جهاز المخابرات.
أعتقد أن القيشاني قد تم تصويره في أوائل التسعينات. ورغم براعة الدراما السورية اليوم إلا أن بعض المسلسلات كباب الحارة وغيره يؤكد أن هناك تراجعا في مضمون الرواية السورية منذ التسعينات إلى اليوم خصوصا تلك التي تصف الشام قديماً..
لا أحد يصف التاريخ السوري. المخرجون يعتمدون التسطيح، وهذا التسطيح يعجب المشاهد. مثلما أعجبه نور ومهند..
الشعب العربي المنهك اليوم يبحث عن قصة خالية من القصة، يريد تفاصيل بسيطة، أهم ما يلفته هو البساطة في العمل.. دون تعقيدات.
يقول الممثل السوري أيمن رضا معلقا قبل أشهر عدة ان بعض الأعمال الشامية شوّهت تاريخ دمشق.. يقول «كل عمل يتناول تاريخ دمشق من خلال الشوارب وخناقات النسوان وحكاياتهن أنا غير راض عنه، وعملي فيه لا يعني أنني راض عنه وأنا منذ عامين لم أعمل بسبب هذه الحالة»
رغم أنه شارك في رمضان السابق في أربعة أعمال تنتمي لدراما البيئة الشامية. قد يرغم الفنان على أداء عمل غير مقتنع به، لأن وجوده على الساحة أمر مهم بالنسبة له..
انتقد رضا الأعمال التاريخية السورية فاعتبرها «سخيفة» و تصلح لفقرة «أخطاء وعثرات». وقال «لا أشارك في الأعمال التاريخية لأنها لا تمسّـنا ولست مضطراً لتحمل فكرة العمل فيها من أجل فكرة سخيفة الجمهور نفسه غير مقتنع بها».
باب الحارة نجح في تعليمنا كيفية عمل الكبة وكيف يكون الإنسان عنتر زمانه، القبضايات والرجولة من جانبهما الخفيف التافه. العصبية... الخوف من كشف اسم المرأة أمام الغريب..
لماذا تعاد تلك الحكاية التي قاومت مناضلات العشرينات ضدها؟
لما تعاد اليوم بهذا الشكل الإيجابي المحبب للنفوس...
لأن المجتمع العربي يريد أن يرى امرأة كامرأة باب الحارة تدارى خلف ملاءتها، ليس لها وظيفة في البيت سوى الدعاء لحارسها وسبب حياتها. لم يعد المجتمع مؤهلا لرؤية جاهلة تكمل تعليمها وتنزع عنها الملاءة... لم يعد مؤهلا لرؤية (عنايت) وهي ترفض في حمام القيشاني عريسا (لقطة) لأنه طلب منها أن تتحجب.
لم يعد يستوعب (أميرة) المتعلمة المثقفة وهي تجيب أخاها الذي عاتبها على طلاقها من ثري عربيد ورجعي قائلة: سأعود لأتبحر في العلم. أخطأت حين تزوجت من جاهل، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
ذلك هو ماضي العربيات زمن الثورات.
وهذا هو حاضرهن في زمن التراجعات.
يتحولن يوما بعد الآخر لنساء باب الحارة حيث اللاكلمة واللاصوت واللاقيمة...
هل سيجاري المخرجون الحال العربية العامة (النائمة ) أم سيعمدون لتغيير الحال واطلاع الأجيال الجديدة التي يزداد تسطيحها يوما بعد يوم (بفعل الإعلام وبفعل الدراما وبفعل العائلة) على أجيال شابة كانت عميقة في تفكيرها لدرجة خلدها معها التاريخ.


نادين البدير
كاتبه و اعلاميه عربيه سعوديه

* المقاله منشوره في جريدة الرأي الكويتيه :-
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=105709

* المقاله منشوره في جريدة الرأي البحرينيه :-
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=9344

السبت، 10 يناير 2009

قالت تركيا كلمتها

صرح رجب أردوغان « أنا زعيم لأحفاد العثمانيين»...
انتقد رئيس حزب العدالة والتنمية ما تفعله إسرائيل واعتبره عدواناً.
رد على رؤيتها تجاه موقفه العاطفي: أتحدث بالسياسة وليس بالعاطفة، وإذا كان علي أن أفعل ذلك فسأتعاطف مع أهل غزة».
وصف حاكم الدولة العلمانية الهجمات الإسرائيلية بأنها وصمة عار في جبين الإنسانية وبقعة سوداء في صفحات التاريخ.
قام حاكم الدولة التركية (التي ينكر حكمها الكافر الكثير من المسلمين) بتذكير إسرائيل «استقبلنا أجدادهم وقدمنا لهم المساعدة والحماية، وعليها أن تحترم الحقوق الإنسانية التي عانى في سبيلها هؤلاء الأجداد».
تركيا الدولة العلمانية وقفت إلى جانب غزة، ليس لأن حاكمها ينتمي إلى حزب العدالة ذي الجذور الإسلامية، إنما لأن الإنسانية اقتضت ذلك... مثلما اقتضت الإنسانية بالنسبة لها استقبال اليهود في السابق.
موقف العرب من ذلك...
العرب حاربوا العثمانيين وحلموا باستقلالهم عن حكم طرابيش استانبول، ثم غضبوا من أتاتورك لأنه حارب العثمانيين وألغى الطربوش، ثم حلموا بعودة العثمانيين بعدما استعمرهم الغرب واستعمرتهم أنفسهم... ثم حاربوا علمانية تركيا، ثم امتدحوا تركيا المدافعة عن غزة... أصبح الموقف الرسمي التركي يمثل للكثير موقفا إسلامياً مشرفاً...
*
تذكرت تركيا.
في استانبول تنتشر ملصقات لصور مصطفى كمال أتاتورك في كل مكان... الحداد يقام عليه في كل نوفمبر منذ سبعين عاما، الشباب والشابات أكثر المعجبين به حد الانبهار...
أتاتورك الغى الخلافة الإسلامية وحرر تركيا. أقام نظاما علمانيا استمرت أسسه إلى اليوم... فتركيا تفصل الدين عن السياسة. ولأنها تفصل الدين عن المؤسسات السياسية، كان باستطاعة المجددين الإسلاميين المعاصرين إذابة جليد الإسلام السياسي وإحلال إسلام معاصر وسياسة معاصرة لا تنكر الأخلاق والدين بل تحميهما... بالوصول إلى نهج جديد، علماني يحمي التراث ويقبل على الغرب ويفصل الدين عن الدولة والسياسة لكنه لا يفصل الدين عن المجتمع...
نهج يؤمن بأن الدين تجب حمايته من تقلبات ومزاجيات الساسة وتغيير مبادئهم واتفاقياتهم...
وفي دول إسلامية أخرى تربط الدين بالدولة... تخضع المبادئ الدينية الراسخة لتقلبات أمزجة سياسية... هكذا يهان الدين في عدد من الأنظمة التي تكفر بالعلمانية.
في تركيا العلمانية، وعندما يحين ميقات الصلاة... يصدح الآذان... منابر المساجد لا حصر لعددها... أصواتها تأتي من كل مكان... تملأ السماء بتكبيرات بدء الصلاة... أصواتها تسعدك روحيا على ضفاف البوسفور.
تغمرك العلمانية بإيمان لا أشعر به في أي من العواصم العربية...
*
تذكرت الدكتورة ابتهال الخطيب. كانت ضيفتي بإحدى الحلقات. من النساء، وحدها ابتهال سمعتها تقدم مفهوما عميقا لفكر العلمانيين... قليلات هن الخليجيات اللواتي يعترفن بعلمانيتهن صراحة...
لأن الفكرة العامة عن ذلك المذهب هو أنه مجموعة مبادئ سترهق المجتمع بانفلاتها وستدفعه نحو الحضيض ، سألتها: هل تقبلين لابنتك أن يكون لها صديق بالمستقبل (بمعنى حبيب كما في الغرب)؟
قالت : لا أرفضه بشدة.
قلت لها: الناس ترى بالعلمانية حرية.
ردت الكاتبة المحافظة : الفكر العلماني لا يفرض نمط حرية معينا على المجتمع، العلمانية فكر سياسي وليس اجتماعيا يفصل الدين عن الدولة لكنه يكفل وبشدة الحريات للجميع أهمها الحريات الدينية...
*
تركيا نموذج يقتدى به لدولة شرقية عصرية ...
أما الأخلاق فمحال أن تفرض فرضاً بل تعتمد على درجة إيمان الأفراد بها... لذا يمكنك بسهولة إيجاد أشنع التجاوزات الأخلاقية في أشد الدول تمسكا بالتقاليد الإسلامية وأكثرها ربطا للدين بالمؤسسة الرسمية...
فمتى نتخلى عن أحلام العظمة التي لن تتحقق يوماً ونحاول السير على خطى أكثر واقعية لنتمكن أقله من الحياة كالبقية...

نادين البدير
كاتبه و اعلاميه عربيه سعوديه

* المقاله منشوره في جريدة الرأي الكويتيه :-
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=104035

* المقاله منشوره في جريدة الوقت البحرينيه :-
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=9271