الجمعة، 20 فبراير 2009

امرأة لإنقاذ التعليم


عدوى ادخال النساء للحكومة انتقلت من دول الخليج الى السعودية...
نورة الفايز نائبة (وليس نائب) لوزير التربية والتعليم لتعليم البنات في التشكيلة الوزارية الجديدة.
البعض قال انهم اختاروها كونها امرأة. والبعض أكد أنها الأنسب للمنصب. بغض النظر. فان التغيير الوزاري الذي طال التعليم، مثلما طال وزارات حساسة وهيئات أكثر حساسية، يوحي بأن خط التعليم قد يكون في مساره الصحيح للمرة الأولى.
التعليم مشكلة المشاكل المصيرية في حياتنا. أخطاء تعليمية كبيرة ارتكبت بحق المواطن العربي، في الطفولة والمراهقة وبدايات الشباب.
لا أعرف أحدا لم يكن يقوم متثاقلا للمدرسة. المدرسة واحدة من هموم الصبا. مملة، منهكة مليئة بالممنوعات ومناهج الحفظ القاتلة للابداع.
النظام التعليمي ضعيف ومتهم بانتاج الارهاب.
التعليم في العالم العربي واحد ومتشابه. قد يكون أكثر تطرفاً في بلدان دون الأخرى لكنه في النهاية واحد.
أهم ركائزه عزل التلاميذ عن الحضارات الأخرى. تأسيس مبادئ الالتفاف حول الذات وحول الأنا العربية.
أهم مبدأ يقوم عليه درب التعليم العربي خصوصاً الخليجي هو التفكير بروح جماعية، والغاء الفردية... معتقدات صريحة واضحة للطفولة والشباب من الجنسين تبعدهما عن التفرد بالتفكير وتجرم الأسئلة، لأن الاجابات غير موجودة في الأصل.
الجواب الجاهز والوحيد: لا تقربوا الحدود...
في مدارسنا هناك عداء واضح بين العلم والدين... رغم أن مطالبات القرآن واضحة بالتدبر والتفكر الا أن واضعي المناهج الدينية تمادوا بخلق الكراهية بين العقل وبين العلوم الدينية.
- دروس الرياضيات والفيزياء التي تشترط الاثبات والتحليل تتناقض ودروس التوحيد والفقه الداعية للتسليم والاستسلام.. لكن الأخيرة تفوز دوماً فالطمع بالحور والخمور يدغدغ سنوات المراهقة.
- دروس قائمة على فكر تخريبي للقيم والأخلاق.
- تغذية التلميذة بحقيقة مفادها أنها جوهرة (أنها حجر صخري) ومن ثم تغذيتها بقوانين معاملة الأحجار. تلقين قوانين العبودية كحقوق الهية. تدريس مبادئ الفصل والتمييز الجنسي عن الرجل كهبات ذكورية.
- تعليم مذهبي طائفي... مبني على وجهة نظر واضعها المذهبية للتاريخ والعلوم.
- المكتبات الجامعية والمدرسية تكاد تكون فارغة الا من العاملين بها.
- اهمال تام للبحث العلمي وعدم اعتماد ميزانيات كافية له.
- البيئة التعليمية والظروف المناخية داخل المدرسة خانقة. أسوار مدرسة البنات أشبه بحبس انفرادي.
كان طبيعيا أن يحلم الكثير من العرب بتدريس أبنائهم في الخارج. لماذا؟
هم يعلمون قيمة جامعات الغرب وعلماء الغرب... ورغم رفضهم الظاهري للغرب فلم يتمكنوا يوماً من ايقاف الحلم بجامعاته المتقدمة.
لكني أعتقد أن مسألة عودة هؤلاء الأبناء كما ذهبوا مسألة واردة، فالعرب خصوصا الخليجيين متمسكون بروابط الجماعة والتفافهم حولها أينما ذهبوا، معروفة شوارعهم ومقاهيهم في كل دولة... الانغلاق في بلاد الانفتاح أمر طبيعي من أناس تشربوا محاسن الانغلاق داخل المجموع وايجابياته الدينية والعرفية...
يترافق التغيير الذي لحق بوزارة التعليم السعودية مع الاهتمام الواضح بالبعثات التعليمية، فالانعزال عن الآخر أثبت فشلاً ذريعاً في امكانية اقامة دولة متحضرة... ما الهدف من البعثات التي وصل عدد أبنائها لعشرات الألوف؟ وما الجيل الذي يرمي لتكوينها مانح الهبات العلمية (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) كنتاج لتلك الرحلات التعليمية؟
هل بالامكان نقل التجربة التعليمية الأميركية أو البريطانية أو الاسترالية والفرنسية الى أراضي شبه الجزيرة؟
هل الهدف هو نقل العلوم أم نقل الحضارة أيضاً؟
هل ستنقل ثقافة الاختلاط بعدما يتكشف للطالب والطالبة أن المخلوق الذي كانا يخشيان منه انما هي زميلة أو زميل عليهما معاملته بود؟
وما المعيار الذي يبنى على أساسه نجاح أو فشل البعثة من تحقيق أهدافها؟
التنظيم الذي تشهده حركة ارسال المبتعثين والمبتعثات للخارج وسلاسة الالتحاق والتشجيع المتواصل على التسجيل وقبول أكبر عدد ممكن من المتقدمين والمتقدمات... دلائل على ثورة ملك لأجل الحضارة لا لأجل العلم فقط.
فتيان وفتيات من قرى نائية بعضهم لم يغادر بوابة قريته قط الا للالتحاق باحدى جامعات نيوزيلندا أو الولايات المتحدة.
عملية تهجير موقتة لآلاف المواطنين والمواطنات من الأرياف ومن المدن تقوم بها الدولة لمصلحة الدولة والشعب كذلك.
هل ينقذنا الغرب؟
وهل تصلح ما صنعه تعليم الداخل غير جامعات الغرب؟
ما حدث كان كافياً، ما حدث سمي ارهاباً، ومن لم يتخرج ارهابيا فانما بفضل وعي الأهالي وملاحقتهم لكل معلومة دينية يتلقاها الابن أو الابنة.
أما عن حال المدارس الحالية، فليس من باب العنصرية لكن لا ضرر من التكهن بقدرة العنصر النسوي على تغيير ما لم يستطع الرجل تغييره خصوصا في منطقة حساسة. منطقة التربية والتعليم. وهذا تخصص نسوي بجدارة بعد عقود طويلة في المنزل مع الطفولة ونفسية الطفل وعقلية الصبي وطلبات الشابة.
والسؤال هو ما مدى ايمان السيدة نورة الفايز بأخطاء فادحة ارتكبت بحق تعليم الاناث دينياً وأخلاقياً... وما مدى سلطتها على شطب وحذف عبارات ومأثورات شطبت مستقبل التلميذات؟


نادين البدير
كاتبه و اعلاميه عربيه سعوديه

* المقاله منشوره في جريدة الرأي الكويتيه :-
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=113639

* المقاله منشوره في جريدة الرأي البحرينيه :-
http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=9722